العجوز وفكرة الحمام المبتسم.(قصة قصيرة جدا)

السبت، 19 أغسطس 2017

sebastien.barre on flickr


بقلم: بسام حكار 
تابعوني على تـويـتـر

مر على المقهى المفضل لديه أخذ كوب قهوة، ومن الكشك في طريقه حمل الجريدة، يعرف أنها تكذب هذه الجريدة وأمسك عليها أكثر من كذبة خلال كل عمره الطويل ولكنه لايزال وفيّ لها، في رأيه الجريدة الوطنية لاتكذب إلا لمصلحة البلد.

وصل إلى الحديقة وجلس على الكرسي تحت الشجرة، كان الحمام ينتظره أمام الكرسي، يُفْرِحُهُ إنتظار الحمام له، ولديه فكرة غريبة، إن الحمام في هذه اللحظة وهو يستقبله يبتسم له، إلا أن إبتسامته لايمكن أن يراها هو، لأن مناقيرها صلبة ولاتتلوى كشفاهنا نحن البشر.

وجد زجاجات خمر فارغة مرمية بجانب الكرسي، وهذا المنظر يزعجه في كل مرة يراه، حمل الزجاجات الى سلة المهملات وعاد ليجلس على الكرسي، كان يتمتم بالكلام ومن قسمات وجهه بدى انه مستاء، لكنه لن يترك الزجاجات الخضراء تفسد عليه يومه الجميل.

أخرج فتاة الخبز من جيبه وبدأ يطعم الحمام، لايعلم أن الكثير من الناس يعرفونه باسم العجوز الذي يطعم الحمام، يمر عليه الأطفال وهم يذهبون إلى المدرسة، والموظفون وهم يتوجهون إلى مكان عملهم يحسدونه على هذه اللحظات التي يعيشها، كوب قهوة وجريدة وحمام من حولك يلتقط طعامه بلاخوف.

بداخله لم تكن كل هذه الراحة التي تبدو على محياه ويراها الناس، سيتجاوز قريبا الثمانين من العمر، وفي هذا الخصوص لديه فكرة أخرى أكثر غرابة من فكرة مناقير الحمام، من هم في الثمانين الأرض تحملهم فوقها على مضض، ويتخيلها تخاطبهم وتقول: عشت مافيه الكفاية وزيادة، غادروا فقد حان وقت المغادرة.
rom1raclo on flickr

ربما لهذا السبب هو يطعم الحمام في كل صباح، وكأنه يريد أن يثبت للأرض بأن بقائه مفيد، وأن الذين تركوا زجاجات الخمرهم من يجب أن تحملهم الأرض على مضض، 




1 التعليقات:

Unknown يقول...


أهلا و سهلا
نثمّن لكم ما تقدمونه للتدوين
و ندعوكم لزيارة موقعنا للتفاعل و المتابعة
https://sociopoliticarabsite.wordpress.com/
وافر اشكر و التقدير