دخول المقبرة ليس مثل خروجها. (مجرد كلمات)

الاثنين، 13 يونيو 2016


بقلم وكاميرا: بسام حكار

تابعوني على تـويـتـر


صلوا على الرجل وجاءوا به ليضعوه تحت التراب، كان يقف بعيدا ولم يشاركهم في حمل الميت ودفنه، ولم يدرك أنهم انتهوا من الواجب إلا عندما بدأ يسمع صوت رجل يتكلم بالمواعظ ويذكّر بهول الموقف، كان مطأطأ الرأس تحت شمس الصيف الحامية في هذا الوقت من الظهيرة، كان يقف في خشوع، شد إنتباهه حشرة صغيرة سوداء تمشي أمام حذائه، شكلها غريب، تسائل بينه وبين نفسه، يا ترى هل ستشارك في وليمة الليلة؟، ربما جذبتها رائحة الجسد الطازج، قبر جديد ووليمة جديدة، فتحت جنحيها وطارت الحشرة، طار معها ظنّه، هي مجرد عابرة سبيل وأكل الجثث ليس شغلها، وربما هو ليس شغل أي واحدة من هذه الحشرات التي تهوم فوق الأرض الساخنة للمقبرة، هو دود بداخلنا ينتظر.

إذن هذا هو المصير، نعم للمرة الألف هذا هو المصير، ولكننا نصرّ في كل مرة على أن نتجاهل الحقيقة بعد الخروج من هذا المكان الذي لم تكن زيارتنا له هي الأولى، كأننا من حديد ومن نضعهم في التراب من عجين، بل حتى الحديد يصيبه الصدأ وينتهي.

الصورة في الأعلى بعدستي.

0 التعليقات: