موت تحت المطر

السبت، 24 ديسمبر 2011

هل رأيت جسدا يفارق الروح أمامك ولو مرة في حياتك من قبل؟
في الصباح على الساعة الثامنة إلا الربع وفي طريقه إلى العمل تحت زخات المطر الشتوي على حافة الرصيف شاهد قطة مرتمية بجسدها الضعيف المبلول، كل شيء في جسدها تجمّد إلا فمها تفتحه وتغلقه فيما يبدو وكأنها تلتقط الأنفاس الآخيرة من عمرها بصعوبة، بلا شك صدمتها سيارة وهي تقطع الطريق، لم يرد أن يأخذه هذا المشهد الحزين طويلا فيتأخر عن العمل، هل تعتقدون أنه شخص أناني عديم الرحمة لأن كل ما يهمه عدم التاخر عن العمل بينما هذا الحيوان الضعيف يتألم أمامه، على كل حال ما عساه يفعل وهو جالس بجانبها يبللهما ماء المطر،  بحث لها عن قطعة من الكارتون ليضعها فوقها فتحميها ولو قليلا من المطر  تركها وأكمل طريقه ، بعد عودته على الساعة الثانية عشر من العمل، وجدها جسدا متخشبا بلا روح  فاغرتا فاها بارزتا أنيابها في شكل بشع للغاية ...، ماتت المسكينة، بقيت بعد ذالك مرميتا في مكانها لأيام، وكان في كل مرة يلقي عليها نظرة وهو يمر من نفس الطريق، يشم رائحة جثتها في كل مرة، وبعد أيام رأى عظام جسدها تبرز تحت الجلد، كان هذا آخر ما شاهده منها فلقد إختفت من المكان ولم يعد يجدها، حدث هذا في شتاء السنة الماضية.

إقرأ أيضا على مدونة الحياة : العصفورة الأم

0 التعليقات: