بين الكتب لأول مرة في حياته

الاثنين، 28 مارس 2016

في الحاضر رفيقه جهاز لاب توب، يقولون خير جليس كتاب وهو جليسه حاسوب، لايحب أن يسميه حاسوب، بل هو كتاب، جريدة ، وأشياء أخرى يحبها، يحمد لله الذي أوجده في عصر الانترت، فهي نافذته نحوالعالم الخارجي،  لايستطيع أن يتخيل ما يمكن أن يكون بين يدي الأجيال القادمة أكثر من الانترنت. 


في الماضي عندما كان صغير كانت هناك مكتبة عمومية بسيطة وقديمة جدا، أحد أصدقائه هو الذي دلّه عليها، حصل على بطاقة إشتراك وأصبح من روّادها، كانت متواجدة في قلب المدينة داخل مبنى يبدو وكأنه بيت أكثر منه مكتبة، لايتذّكرتفاصيل المكان من الداخل جيدا، لكن ماعلق في ذاكرته تفاصيل تثير فيه الشوق، سلالم تنزلك إلى مايشبه الطابق تحت أرضي ثم تصعد سلالم خشبية عتيقة  لتجد نفسك أمام رفوف الكتب، كانت هذه المرة الأولى التي يكون فيها أمام هذا الكم من الكتب، كان مبتهجا بهذا العالم الجديد الذي دخله لأن فيه ما يصنع فرحته، قبل هذا كان متاحا أمامه بعض الكتب التي يمكن جمعها كلها في صندوق كارتوني واحد من الحجم المتوسط وكانت كلها لأبيه رحمه الله، هذا المكان دخل إلى قلبه برائحته وبكل تفاصيل ديكوره العتيق.

كان يختار كتاب ثم يجلس إلى الطاولة يتصفحه في هدوء يتناغم مع جو المكان الهادىء، حتى الكتب في هذه المكتبة قديمة جدا وأوراقها إعتراها اللون الأصفر يُحسها مليئة بالحكمة، أكثر من الكتب الجديدة ذات الأوراق البيضاء الناصعة والحادّة جدا  حتى أن بعضها من الممكن أن يجرح أصابعك وأنت تتصفّحه.

أُغلقت المكتبة منذ زمن و فتحت أخرى أكبر وفي مكان آخر، لكنها بدون طعم.


0 التعليقات: