لو تبحث على الانترنت فلن تجد هذا النص إلا هنا على مدونة الحياة، على الأقل ستكون هذه هي الحال إلى أن يعاد نشره في مكان آخر، هذا ما أريده، شيء جديد ويحمل بصمتي ولو كان بسيط، أكره التقليد.
كنت أتمشّى في ذالك اليوم مثقلا بهم أحمله داخل صدري ويؤلم قلبي بشكل لا أعرف كيف أجعلكم تفهمونه، كل ما أستطيع قوله أنه شعور سيء إلى غاية أن يجعلك تفقد أهمية كل شيء من حولك ولو كان هذا الشيء مهم جدا في حياتك.
في دماغي كان يدور نقاش لا ينتهي، هيجان من الأفكار يحاول بدون فائدة أن يزيح من أمامي هذه اللوحة الزيتية المشؤومة، ألوانها قاتمة والأشكال عليها مرصوفة تريد أن تفرض بقوة نفسها على المشهد الحقيقي وراء قطعة القماش الرخيصة التي رسمت عليها هذه اللوحة.
وأنا أمشي أحسست بوقع بعض خطوات قدماي على سطح القشرة الداخلية لجمجمتي، ربما خانني فهم هذا الشعور بشكل جيد، فأنا أحس بوقع خطواتي تحت قشرة دماغي، ذالك اليوم كان مشمس، حرارة الشمس أعتقد أنها عززت هذا الشعور بوقع الخطوات، لأنه لدي قناعة بأنني لو تمشيت في يوم بارد وأنا أحمل معي ذالك الضغط لما أحسست بوقع الخطوات في دماغي.
وصلت إلى المكان الذي أقضي فيه معظم وقت حياتي، أقصد أقضي فيه على معظم حياتي، أردت إدخال المفتاح في قفل الباب فلم أستطيع، مرة أخرى أخطيء في إدخال المفتاح بالشكل الصحيح، في كل مرة أوصي نفسي بتذكّر الجهة الصحيحة للمفتاح بالإستعانة بالنقش الذي عليه ولكن لا أفعل،قلبت المفتاح وأعدت إدخاله، لمجرد إعادة المحاولة أزعجني الأمر، لهذا الحد يكون تأثير الشعور السيء الذي أتحدث عنه.
جلست إلى طاولة الأكل، لم أتناول شيء منذ البارحة، حتى في الصباح غادرت بدون الفطور، وما زلت لاأحس بالجوع، ياله من شعور سيء، طغى حتى على إحساس الجوع فجعله ذليل يختفي تحت أقدامه، أريد أن أحرك فكي وأمضغ اللقمة ثم أدفعها دفعا بداخلي لأنقذ جسدي، قضمت قطع من أصابع البطاطس المقلية، ثم مسحت يدي بمنديل ورق، وغادرت المكان، رائحة الأكل تحرق مناخر أنفي، أحسها قوية لا تطاق، أعلم جيدا أن المشكلة في أنا و وجبة الغداء بريئة.
على فراشي الذي أعرف أنه يكرهني بدون أن أسمعه يخبرني بذالك ألقيت جسدي والحذاء لايزال في قدمي، ربما وأنا الأن بهذه الوضعية الأفقية على الأرض ستخف حدة الشعور السيء، أغمضت عينان لأنام فلم تتركني ومضات الأفكار،أنا أريد الإستسلام وهذا الدماغ لا يريد الإستسلام للشيء الذي في صدري، وكأن هناك كلمة سر عليه أن يكتشفها فيخرجني من هذا المأزق.
....ربما سيتبع.
1 التعليقات:
إرسال تعليق