رحلة غبار صحراء إفريقيا إلى غابة الأمازون

السبت، 28 فبراير 2015




في كل سنة تحمل الرياح الغبار من صحراء إفريقيا الشاسعة في رحلة قد تصل إلى 3000 ميل فوق المحيط الأطلنطي، جزأ من هذا الغبار يصل إلى غابة الأمازون في جنوب القارة الامريكية ليغذي التربة بمادة الفوسوفور، صحراء إفريقيا القاحلة تعطي الحياة لرئة العالم غابة الامازون، سبحان الله.
القمر الصناعي كاليبسوالتابع لوكالة ناسا-فرنسي أمريكي- والذي تم إطلاقه سنة 2006 لدراسة البنية العمودية للسحاب والجزيئات في الجو، تم تسجيل ملاحظات بواسطته خلال الفترة الممتدة من سنة 2007 حتى أواخر 2013 بيّنت بأن حوالي  182 مليون طن من الغبار يغادرالقارة الأفريقية كل سنة، جزأ من هذا الغبار تبلغ كتلته 27 مليون طن يحط في دلتا نهر الأمازون، وهو يحتوي على الفوسفور المهم لنمو النباتات هذه المادة محدودة التواجد في المناطق الإستوائية، لذا فإن غبار الصحراء الإفريقية يعوّض تربة الأمازون بهذه المادة التي تكون تربة غابة الامازن قد خسرتها نتيجة السيول والرطوبة، كمية الغبار التي تحملها الرياح تختلف من سنة لأخرى، وحسب نفس الدراسة فإن هذا التغيّر مرتبط بكمية تساقط الامطار في منطقة الساحل الإفريقي، فعندما تكون منطقة الساحل جافة تزيد كمية الغبار المتنقل إلى الأمازون كبيرة وفي حالة هطول الامطار وزيادة الرطوبة في منطقة الساحل الإفريقية تنقص كمية الغبار الذي يصل إلى الأمازون.


الأقمار الصناعية تسمح بالحصول على صورة واضحة لكتل الغبار في الجو وهذا مهم من أجل وضع نموذج بإستخدام الكومبيوتر وفهم وجهة هذا الغبار في الحاضر وفي السيناريو المستقبلي للمناخ.
قبل هذه الدراسة سبق وأن أكد خبراء بأن أطنان من غبار الصحراء تسافر آلاف الكيلوميترات حول الكوكب تتفاعل خلال هذه المرحلة كيميائيا مع السحب والإشعاعات مسببتا بذالك تغيرات في المناخ- المصدر -.
مما سبق يمكننا أن نستنتج بأن تقلبات المناخ لها تأثير على حركة الغبار في الجو ومن جهة أخرى نجد بأن هذا الغبار يمكن كذالك أن يكون عامل مؤثر في المناخ ذاته، فحالة المناخ سواء رطب أو جاف في الساحل الإفريقي تؤثر على حركة الغبار بالزيادة أو النقصان كما سبق وأن ذكرنا، ومن جهة أخرى هذا الغبار بتفاعله مع السحب يؤثّر على المناخ.

غبار صحراء إفريقيا يؤثر على مناخ ولاية كاليفورنيا الامريكية:

تكملة لما سبق وأن قلناه بالنسبة لتأثير الغبار المتنقّل في الجو على المناخ، فقد كشف باحثون من جامعة كاليفورنيا في ساندييغو بأن غبار الصحراء الافريقية والغبار القادم من صحراء تكلاماكان بأسيا يؤثّر على مناخ ولاية فلوريدا الامريكية، فالغبار والجزيئات الحية مثل البكتيريا تلعب دور هام جدا في تكوين السحب، وبإستخدام الأقمار الصناعية لتتبع مصدر هبوب هذه الجزيئات الحية رجّح الباحثون أن يكون مصدرها المناطق الجافة التي ذكرناها في إفريقيا وأسيا. -المصدر-



0 التعليقات: