أردت اليوم أن أستمع قليلا لأحد الإذاعات الوطنية الأكثر شعبية ، والتي لديّا مدة طويلة لم أستمع لبرامجها - لاهي ولا غيرها -، كان يبث برنامج أو حصة، أعجبني موضوعها في البداية ، فهي تتكلم عن معاناة الأبناء في ضل الخلافات العائلية بين الزوج والزوجة ، وهل يجب على الأبناء التدخل بين الوالدين في مثل هذه الحالات أو لا؟.
كانت المذيعة تجري بعض الإتصالات مع المستمعين ،وكان هناك فاصل من الأغاني الحزينة يتخلل حديث هذه السيدة أو الأنسة التي لاأدري من أين اتى بها المخرج وجعلها تتكلم إلى الميئات من البشر. إلى هنا الأمر عادي ، بعد إنتهاء أغنية حزينة لمغني معروف ، حماسة المذيعة وإعجابها بالاغنية جعلتها تخرج عن موضوع الحصة ، لتشيد بكلماتها وعبقرية كاتبي هذا النوع من الأغاني ، ففي رأيها الاغنية رائعة، ثم قدمت بعض الأمثلة عن كلمات لبعض الاغاني المنتشرة في السوق ،كما وعدت بإنجاز برنامج يستضيف العباقرة الذين يكتبون مثل هذه الإبداعات.
صدقوني هذه المذيعة التي كان يجب أن تقدم لجمهورها المثال الأعلى في الأخلاق والذوق الرفيع،أشادت بأغنية من أغاني الملاهي ، كلماتها سوقية تافهة ، موجهة للشباب الضائع الذي يمتهن معاكسة الفتياة في الشوارع ، والسهر في الملاهي الليلية.
لا أكون عادلا إذا لم أذكر لكم بعض كلمات الأغنية التي قدمتها كمثال ، فالمغني يخاطب عشيقته قائلا لها: أنت شريحة الهاتف النقال وأنا هاتفك النقال...!!!مثقفة بالدرجة الاولى مذيعة هذه الحصة ، وربما تطمح لمنصب أعلى ، فهذا حالنا في الدول العربية ، لانقدم شيء ونطمح للأفضل.
لست هنا لأتكلم فيما لايعنيني ، وأعوذ بالله من ذالك ، لكنني أريد أن أساهم ولو بكلمة ، للدعوة لتغيير أحوالنا ، لنكون في حال أفضل ، أنا أعتذر من هذه المذيعة إن كنت قاسيا معها.
مشروع إنشاء إذاعة ،هو مشروع جميل ، خاصة إن كان الهدف منه نبيل ،ولا يمكن تحقيق الأهداف النبيلة إلاّ إذا كوّنت فريق عمل يحمل قيّم وأخلاق عالية .
نحن بحاجة للبديل ، أقصد إذاعة تبث للشباب ، تزرع فيهم كل ما هو جميل ، تحفّزهم على النجاح والعمل الجاد ، وليس الفساد،وإتخاذ العشيقات.
كنت قد كلمتكم من قبل عن إذاعتنا المحلية التي تم إنشائها في المنطقة ،هي الآخرى لا تختلف عن أخواتها في البلد ، إختلط فيها الحابل بالنابل ، إختلطت فيها أنغام الطبلة والبندير ، مع أهات وأنّات المواطن المسكين، لن أستمع لالهذه ولا لتلك ، حتى يأتي البديل.
0 التعليقات:
إرسال تعليق