جسد آخر يحترق. (من الواقع)

الجمعة، 29 أبريل 2016

احترق وانتهى بعد ستة أيام، كان في مستشفى هذه المدينة ثم نقل إلى قسم متخصص في مستشفى مدينة أخرى، خلال هذه الستة أيام تكلم عن جدته التي يراها أمامه واناس آخرين يعرفهم ورحلوا منذ زمن، تكلم عن الموتى وعندنا هنا هذه علامة من علامات الرحيل.



أخبرني بقصته صديق إالتقيته في الشارع ذا صباح، خرج يجري وجسده يلتهب من بيت أبيه، أفرغ سائل الإنتحار على جسده واشتعل، أتمنى أن يكون قد كان فقط يهدد وبشكل ما وصلت الشرارة إلى النار لتأخذه عن دون قصد الإنتحار، هذا الفعل الشنيع والغير مبرر مهما كان.
يا ترى ماهو السبب؟ أخبرني الصديق بأنه كان في بداية العشرين من العمر واستبعد أن يكون السبب السكن أو العمل، لم يعطيني الإجابة، المهم أقيم العزاء وجاء المعزون فأكلوا الحلوى والتمر وشربوا القهوة والشاي وبعضهم حضر الوضيمة، في المأتم لم يتورّع الناس عن الضحك وهم يتبادلون أطراف الحديث، هل كنت تدري وأنت تجري بلحمك المشوي في الشارع أنهم سيضحكون في عزائك؟
قبل أن نفترق  أرادني صديقي أن أعلم بأن والدا المحترق الأن غير متفاهمان ويتلاومان كل واحد منهما يلقي باللوم على الآخر، أنت السبب، في رأيكم أنتم من هوالسبب؟

عندما كان يخبرني بقصته شككت لوهلة أنني قرأت عنوان خبر هذا الشاب وربما لايكون خبره هو، فالجرائد وكل وسائل الإعلام أصبحت تعج بالأجساد المحترقة في هذا الزمن، إنه المنهج السيّئ.
وأنا أصعد سلالم مبنى إحدى الإدارات شممت رائحة بنزين، فسألت، قيل لي بأن شخص ما دخل عليهم وقد سكب على نفسه البنزين معبرا عن إحتجاجه بالتهديد، في الغرب لديهم تحدي دلو الثلج وهنا لدينا تهديد دلو البنزين، فرق كبير بين الثلج والنار، يأس وإحباط ثم إحتراق.



0 التعليقات: