طبيبة تتمنى الموت لمرضاها.

الاثنين، 28 أبريل 2014

photo credit : NVinacco on Flickr
عند تحصلها على شهادة البكالوريا بمعدل ممتاز، أجبرها أبوها على إختيار تخصص الطب في الجامعة، أكملت دراستها الجامعية وتخرجت كطبيبة عامة لتعمل بعد ذالك في أحد المستشفيات الحكومية، هي الأن تمارس مهنة لا تروق لها حتى قبل أن تخوض في تخصصها، تقول بأنها تعامل مرضاها بأسلوب خشن، تعاتبهم على عدم العناية بنظافة أجسادهم وملابسهم حتى ولو كانوا على هيئة حسنة، وصل بها الحال لدرجة أنها تتمنى الموت لمرضاها حتى تتخلص منهم للأبد و لايعاود أحدهم زيارتها في مكتبها، السبب حسب قولها أبوها الذي أرادها أن تكون طبيبة رغما عنها.


هذه الفتاة مخطئة في حق مرضاها بدون شك، وهي نفسها تعترف بذالك، فما ذنبهم إذا كان أبوها فرض عليها مهنة هي تكرهها، كل مريض تظلمه ستجد منه الدعاء عليها، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، هل أبوها الأن هو راضي عنها وهي الأن لاتجد إلا الكره والدعاء بالشر من الناس بسبب معاملتها لهم السيئة، وقد ذكرت ذالك بالفعل في رسالتها التي قرأتها على أحد الجرائد الورقية هنا في الجزائر، فالناس يتذمرون من رؤيتهم لهذه الطبيبة في المستشفى ويدعون عليها.
ماهوالدافع الذي يجعل الأباء يفرضون على أبنائهم مستقبلهم المهني، إذاكان هذا الدافع مجرد البحث عن السمعة فإن هؤلاء مخطئون، أريد إبنتي أن تكون طبيبة لأظهر بين المحيطين بي في المجتمع من أصدقاء، جيران، أقارب وزملاء العمل كأبو الطبيبة، أرجو ان تصل هذه القصة إلى كل أب يفكر بنفس الطريقة التي يفكر بها هذا الأب الذي مازال يصر على إبنته أن تكمل دراسة التخصص بالرغم من معرفته بالوضع الذي تعيشه إبنته في عملها كما ذكرت الفتاة في رسالتها التي نشرت على الجريدة، نحن لم نخلق لنكون كلنا أطباء أو أن نكون كلنا مهندسين، في هذه الحالة نحن لدينا طبيبة فاشلة، بالفعل نجح الأب في أن يجعل من إبنته طبيبة، لكنها في الحقيقة طبيبة فاشلة في المجتمع، لو تركها لتكون ما أرادت هي لنفسها، لربما صنع منها حينئذ معلمة ناجحة أو شيء آخر ناجح في المجتمع.
إخواني متابعي مدونة الحياة إذا كان لأحدكم إضافة فأرجو أن لايبخل علينا بها من خلال التعليق أسفل الموضوع، فالحوار يثري الموضوع.

0 التعليقات: